2009/01/27

حريته


بقصره الصّغير جنة من الفُلْ، الورد البلدي، الياسمين بجميع فصائله محاط – القصر – بسياجٍ عال من أشجار البَان والتمر هندي، زاهيات اشجار الواشنطونا معلقة عليها مرجيحة القيلولة.
تنبعث موسيقي " شوبان " من بين خُصّلات زهور النرجِس والجهنمية عبر سماعات دقيقة مخفية بحنكة، خلف أذنه اليسرى، يحتفظ بعود من الصَنْدل موثق بختم " التاميل " البارِّز.
تقرأ صبيتان حسناوتان ذاتا صوتين عذبين وضفائر مسدلة على كتفيهما العاريين الناعميين، غزليات " فروغ خرخذار " بينما تدلك آنسة سمراء ساحرة ظهره بعطر " الكلونيا " وزيت الصندل " تسقيه وقتما يشاء كؤوس الخمر البلدي بالقُرنفل وعبر انابيب صغيرة محقونة بين أغصان شجيرات البرتقال، التين الشوكي، والليمون تصله نسيمات مدفوعه بجهاز خاص ينفح عند القيلولة في صدر الحقيقة وحول المرجيحة نسمات محملة بعبق غابات المانجو الاستوائية مصحوبة بزقزقة طيور " الكلج كلج " و" القمري".
كان صدر الصبية السمراء، وهي تدلك بطنه يكاد يلامِس وجهه، لاحظ ان نهديها نميا بسرعة لا تعقل في الأونة الاخيرة وانها تفتعل الإلتصاق بجسده. ثم اخذ يفكر بجدية في أمور شتى صغيرة وناعمة، نام قبل ان يسمع المقطع الاخير من قصيدة " فروغ فرخدار ".
أفكر أعلم أني، لا املك المقدرة على مفارقة هذا القفص.
حتى ولو شاء سجاني لم يعد في رمق اطير به.
23/11/1993