2009/01/20

حناء الجسد


شرحت له: أنه منذ أن أعلنت عن رقم تلفوني الجوال في الصحافة ، لم يصمت من الرنين ساعة واحدة، وكنت لا أرفض إلا الطلبات التي يسكن أصحابها بعيدا عن وسط المدينة وليست لديهم عربة تأخذني إلى حيث يسكنون,والذين لا يقبلون بالسعر الذي أضعة مقابل الخدمات، وأنا لا أبالغ في الأسعار، فغيري يجهز العروس بمبلغ لا يقل عن خمسمائة جنيه، و حنة المناسبات لا يقبلون فيها أقل من خمسين جنيها، أنا أطلب ثلاثمائة جنيها فقط للعروس و ثلاثون جنيها لحنة المناسبات ثلاثون أخري فقط لدلك الجسد بالحلوى، لذا كان الطلب علي عاليا، بالرغم من أنه (شّكار نفسه إبليس) إلا أنه لا توجد امرأة تفوقني خبرة و إجادة وسرعة و إتقانا في تجهيز العروس، وليست هنالك من تستطيع أن ترسم أجمل مما أرسم، أخذت شهرتي و مكانتي في عالم التجميل و النسوانيات تزيد وتتسع يوميا، قال لي
- أعرف ذلك
قلت له
- إذاً لهذا السبب لم أسألك من أين أتيت برقم تلفوني ولم أخش شيئا وأنا أركب معك العربة
قال محاولا تجريمي
- ولكن أنا الذي ضربت لك وليست زوجتي.
قلت له
- كثير من النساء يطلبنني بواسطة أزواجهن، فأرجوك خليني أمشي وأعود إلى بيتنا طالما لا توجد امرأة تحتاج إلى حناء.
قال لي
- ولكنك لم تجيبي طلبي.

- طلبك، ما هو طلبك؟

قال لي بوضوح ووقاحة وهو يبحلق في صدري
- أنا عايزك أنت في نفسك.
قلت له في مراوغة مكشوفة
- ما فاهمة؟
كنا في بيت في وسط المدينة، بيتا كبيرا، ويبدوا أنه لأثرياء، عبر حديقة صغيرة دخلنا بهوا متسعا تفوح من عرصاته رائحة عطر الصندل،به عدد من كراسي الجلوس الفارهة و كنبة واحدة يتعدى طولها ثلاثة الأمتار، كانت تترامي التحف هنا وهنالك وعلي الأرض الموكيت الناعم الحلو،كنت أتوقع أن تظهر امرأة جميلة سمينة ذات شعر طويل مسدل على كتفيها تتبختل في غنج، ولكن لا أحد،طلب مني أن أجلس على الكنبة، جلس قربي، وفاجأني قائلا
- لا توجد هنا امرأة؟
تجادلنا كثيرا، وعندما ألح سألته
- النساء كثيرات و اللائي يقبلن عرضك أكثر ، لماذا أنا بالذات؟
قال في برود
- رأيت مرة و أعجبت بك.
قلت
- ولكني أنا لم أرك ولم أعجب بك؟ و أنت ليس من النوع الذي يعجبني.
قال لي
- ما هو النوع الذي يعجبك؟
- أنا أعرفه وكفى.
في الحق كان رجلا وسيما، يبدو في بداية الأربعين من عمره،له بشرة قمحية ناعمة و شفتين غليظتين حمراوتين، وهما الأكثر إثارة فيه، ولكنه قصيرا سمينا و أنا لا أفضل الرجل السمين ، كما أنه الآن اختطفني ولم آت معه برغبتي، وقلت له
- من الأحسن تتركني أذهب
قال
- إذا لم تمارسي معي لن تذهبي.
لم يكن الموقف بالنسبة لي مرعبا ولم أخف بل لحد ما كنت لا أخشاه كثيرا بالرغم من أنني أعرف أن مثل هؤلاء الر جال قد يرتكبون جرائم القتل إذا لم تلبى رغباتهم، و أعرف زميلة لي في العمل كادت أن تفقد حياتها، وأنا لم أك عذراء ولو أنني لم أمارس الجنس كثيرا ولا مع رجال عدة، الرجل الوحيد الذي مارست معه كان هو الشخص الذي أحببته ذات يوم ووهبته نفسي، لم نتزوج، افترقنا قبل أيام، ولست ندمانة على شيء،قالت لي نفسي الأخرى أطيعيه،ولحظتها نهضت من على الكنبة و حاولت الانصراف، مسكني من يدي، كان قويا ، حدق في عيني بقسوة ممتزجة بضعف ورغبة قاتلة،ضمني إلي صدره ، لم أقاوم،كانت ملابسي تتساقط من على جسدي مثل أوراق شجرة في ريح صيفية، وجدتنني و إياه عاريين في غرفة نوم شاسعة، علي سرير ربما قد لحافه من ريش النعام،كان مثل أسد يهجم على فريسته، إلا أن الأمر لم يكن مؤلما، لقد أحسست بمتعة الشيء يغوص في لحمي، ودفء جسده العملاق ، لا أدري كم مرة بلغت ذروة النشوة، ولكنا قضينا زمنا طويلا نتقلب في السرير كقطعتي شواء في المقلاة، عندما رن جرس تلفوني، كانت أمي في الطرف الآخر، تسأل لماذا تأخرت ، الساعة الآن الثانية عشر منتصف الليل، قلت لها ،و أنا أبحلق في عينيه ، أنني سوف أبيت في بيت العرس، هنالك نساء كثر ينتظرن.

في طريقنا إلى بيتنا، عند العاشرة صباحا، طلبت منه أن ينزلني عند تقاطع شارعين، ذكرني بالموعد الآخر ، نزلت ومضى، كان في الركن الآخر من الشارع نقطة بوليس، و في الطرف المقابل لها محل الكوافير الذي أعمل فيه أحيانا، أسرعت الخطى نحو مكتب الشرطة وبلغت عن تعرضي للاغتصاب ليلة الأمس و صبيحة اليوم، و أعطيت المتحري رقم السيارة و التلفون و عنوان البيت و اسم المغتصب.

عبد العزيز بركة ساكن
الخرطوم
7-7-2008