2009/07/27

(موجة التجديد).. في الرواية والقصة - صحيفة الرأي العام


إجراه : عيسى الحلو

مدخل: عبد العزيز بركة ساكن كاتب من الجيل الجديد استطاع ان يقدم أجمل القصص القصيرة وان يضيف للرواية.. وهو موجة جديدة في تيار الكتابة الابداعية السودانية الان.. وهو تيار يشق لنفسه طريقاً وسط صخور الكتابات الابداعية المستقرة ذات السلطة القابضة.. الا أن هذه الكتابات الجديدة تسعى لفتح النوافذ على فضاء اكثر اتساعاً وحرية. «المحرر».-------
? ما علاقة نصوصك بالنصوص المجاورة.. «الان.. والماضي»؟- ان نصوصي لها صلة بالنصوص الروائية والقصصية السودانية والعالمية. كما أنها امتداد لنصوصي السابقة حينما أثبت أشياء واتجاوز أشياء. في قصصي الأولى تأثرت (بادجار الن بو) وذلك في طرائق السرد الى جانب اللغة القصصية. ثم انتقلت الى مرحلة أخرى وأنا أقرأ الآداب العربية والافريقية بتركيز وتوسع. فحملت كل ذلك معي وأنا اجوب في كتابات ذات سمات فكرية وجمالية عالية. فتعلمت من الحياة ومن القراءة .. وتعلمت من النصوص السودانية، عمق عيسى الحلو في ذات الانسانية، عذوبة سرد الطيب صالح، سحرية ابراهيم اسحق وجنون بشرى الفاضل. وحاولت فوق كل ذلك أن احدد بصمتي الخاصة ومازلت أعمل في إطار شخصيتي الابداعية الخاصة.? الكاتب يبدأ من مكان ما.. متوافقاً.. او مختلفاً.. ما هو موقفك من المنجز الابداعي السوداني؟- اذا تجاوزنا جيل الرواد في فترة الثمانينيات والتسعينيات.. فالرواية تتأرجح ما بين الضعف الفني والمغامرة.. فما بين الجدة والاصالة (أعني بالاصالة العمق) فهناك أسماء مثل منصور..... وابكر أدم اسماعيل، وحمد المك والحسن البكري ومحسن خالد.. هؤلاء استطاعوا ان يحفروا أنهراً كثيرة وان يشيدوا أعمالاً جميلة. أما القصة القصيرة السودانية فهي في مصاف العالمية، أرى أن القدامي قد انجزوا مشروعاتهم وهي نتيجة واقع تاريخي معين. أما الجدد فهم أيضاً يعبرون عن راهنهم الجمالي والفكري والاجتماعي. فلا مجال للمقارنة بين الجيل القديم والجيل الجديد.? في كل من المعسكرين.. نجد هناك من يرفض الآخر ولا يعترف به.. شيء هو كصراع الاجيال.. وهذا الصراع يضعف المسألة كلها ويهزمها..؟- المسألة الاساسية في صراع الاجيال.. انه بدعة.. الستينيون والسبعينيون حينما عجزوا في أن يجدوا صلة فنية ما بين الفترتين، اما بسبب ضعف المنتوج واما لعدم جدية المشروع.. فهناك من يتخذ الكتابة تسلية او مجلبة للشهرة، مع ان الابداع هنا هو مشروع حياة. وهناك من يكتفي بكتابة قصةاو قصتين ويريد أن يصبح رائداً لجيل لا يعرفه.لقد استطاع التسعينيون (مع فقر المؤسسة والظلم الاجتماعي) والقهر السياسي الذي صاحب ظهورهم ان ينشئوا روابط عميقة بينهم والجيل الذي يتكون الان. بل سعوا لرتق صلاتهم بالاجيال السابقة.. وانشطة نادي القصة شاهد على ذلك.? هل الكتابات الجديدة تقدم تنازلات امام الكتابات المستقرة، حينما يجد الكاتب الجديد نفسه في موقف محرج.. كأن يقبلوه وفق شروط التنازلات او الا يساوم، فيقطع كل الشوط.. ولا يهم النجاح وقتئذ؟- لقد عانيت الكثير وما زالت من هذا.. من الشروط البالية للكتابة. فهي أما ان تكون تقليداً بالياً بحسب تسلط سدنة القديم، او يتم أهمال الكاتب الجديد بشكل تام، وهناك (لوبيات) معروفة في الخرطوم وهي قد فشلت في تقديم كاتب واحد. أنا أحاول أن استشرف آفاقاً أوسع.. ولا يهمني الاهتمام بي أولاً.القاريء الان هو قاريء كوني وهو يقرأ كل المنتوج العالمي، فالتحدي الان كبير جداً. فأما ان يكتب الكاتب وفق هذا السقف العالمي وأما ان يترك الكتابة الابداعية ليصبح ناقداً.. او ليفشل تماماً !!!? في اعمالك تجريب مستمر.. خاصة روايتك الجديدة (مخطوطه) .. (الجنقو.. مسامير الارض؟.. ماهو الجديد هنا؟- عملت هنا في ثلاثة محاور.. حاولت أن استلهم راوياً مرناً.. اذ لا التزم بتقنية الرواة كما هم في النقد.. وذلك لأن مهمة كتابة رواية (الجنقو.. مسامير الارض..).. كانت صعبة ومعقدة جداً. أردت أن يتحدث الاشخاص بلغتهم ولكن هذه اللغة هي لغة شفاهة ولغة الرواية دائماً هي لغة كتابة. لهذا يعجز الراوي الذي يتحدث بضمير المتكلم ان يقوم بهذه المهمة مع أختلاف موقعه. والمحور الثاني هو محور الحكاية أذ استلهمت الطريقة الشعبية في الحكي.. كما هي في (الاندايات) وبيوت المآتم والأفراح.. فالرواية عبارة عن حكايات غير متزامنة ولكنها مترابطة. أما مجال التجديد الثالث فقد كان في موضوع الرواية نفسه.? البعض يرى أنك قاص أفضل منك روائياً؟- مهمتي هي ان اكتب فقط. واقدم ما اكتب للقراء - ولا أذهب بعيداً.. فكل شخص حر في أن يرى مايراه.. وهذه رؤية نقديه شخصية نسبية تتراوح في صدقها من قاريء لآخر.? من هم الكتاب السودانيون الجدد الذين قدموا جديداً؟- مغامرة ابكر آدم اسماعيل في استخدام الحوار الدارجي، وتوظيفه بصورة جميلة. وعالم أحمد المك الذي يشبه حكايات واحاجي الحبوبات. منصور الصويم أستطاع ان يكتب رواية مغايرة في موضوعها. ومحمد خير عبد الله الذي كتب روايات يتولى البطولة فيها (المكان) وهي روايات ساخرة وهو نوع جديد في كتابة الرواية السودانية. والحسن البكري له مساهمة جيدة في استلهام التاريخ في روايته (سمر الفتنة).? من أهم النقاد الذين ناصروا الكتاب الجدد؟.. هناك النقاد الشباب.. وهناك بشرى الفاضل.. فقط!!!

ليست هناك تعليقات: