عبدالعزيز بركة ساكن يحصل على
جائزة الطيب صالح
حاوره :الصادق الرضي
جائزة الطيب صالح
حاوره :الصادق الرضي
الكاتب عبدالعزيز بركة ساكن من مواليد مدينة كسلا شرق السودان عام 1963م، وهو صاحب رواية (الطواحين) ورواية (رماد الماء) وله مجموعة قصصية بعنوان (على هامش الأرصفة) وأخرى بعنوان (امرأة من كمبو كديس)، حقق جائزة الـ بي بي سي أكثر من مرة عن قصته (دراما الأسير) ثم عن قصته (فيزياء اللون)، ترجمت بعض أعماله إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية، كتب أيضا عددا من النصوص المسرحية، صدر له مؤخرا عن (مكتبة الشريف الأكاديمية) كتاب (البلاد الكبيرة) في (552) صفحة من القطع المتوسط، متضمنا روايتيه: الطواحين و رماد الماء، بالإضافة إلى روايته (زوج امرأة الرصاص) التي تنشر لأول مرة، ضمن هذا الكتاب.
روايته الجديدة- لم تنشر بعد (الجنقو- مسامير الأرض) حققت جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي في دورتها الأخيرة التي أعلنت ظهر الأربعاء الماضي 21أكتوبر بمركز عبدالكريم ميرغني الثقافي وسط حضور إبداعي وإعلامي حاشد، مناصفة مع رواية (الربيع يأتي نادر) للكاتب يعقوب بدر.
بمناسبة صدور ثلاثيته (البلاد الكبيرة) وحصوله على جائزة الطيب صالح، كانت معه هذه المقابلة.
بمناسبة صدور ثلاثيته (البلاد الكبيرة) وحصوله على جائزة الطيب صالح، كانت معه هذه المقابلة.
* الجوائز..الجوائز..يا صديقي أعلم أنك حصدت بعضها هنا وهناك، خلال مسيرتك الإبداعية، قبل ايام قليلة حصلت على جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي- مناصفة، حدثنا عن الجائزة ما ذا تعني للكاتب، ماذا تحفز فيه، على ضوء الحدث الأخير.
صديقي أنت تعلم تمام العلم ان هذه الجوائز التي حصدت لا تعني الكثير اذا قيمت من زاوية المنفعة المالية، ولحد ما الأجتماعية و الثقافية ايضا، هي مفيدة من النواحي الإعلامية البحتة ، كل ما استفدته من جوائزمجلة العربي و الب بي سي كان اعلاميا بحتا، لأن من قاموا بترجمة بعض قصصي للفرنسية و الإنجليزية تعرفوا علي عن طريق العربي و البي بي سي، والشيء الآخر هنا لا يمكن للكاتب أن يُذكر في وسائل الإعلام الوطنية ما لم يسلك هذا السلوك القبيح.
وهنالك شيء تعلمه جيدا يا صديق انني عندما افوز في احدى هذه المسابقات لا يعني ابدا انني كنت الأفضل، ولا يعني انني سعيدا بهذا الفوز او ذاك، بل كنت دائما ما أحس بخيبة الأمل.
صديقي أنت تعلم تمام العلم ان هذه الجوائز التي حصدت لا تعني الكثير اذا قيمت من زاوية المنفعة المالية، ولحد ما الأجتماعية و الثقافية ايضا، هي مفيدة من النواحي الإعلامية البحتة ، كل ما استفدته من جوائزمجلة العربي و الب بي سي كان اعلاميا بحتا، لأن من قاموا بترجمة بعض قصصي للفرنسية و الإنجليزية تعرفوا علي عن طريق العربي و البي بي سي، والشيء الآخر هنا لا يمكن للكاتب أن يُذكر في وسائل الإعلام الوطنية ما لم يسلك هذا السلوك القبيح.
وهنالك شيء تعلمه جيدا يا صديق انني عندما افوز في احدى هذه المسابقات لا يعني ابدا انني كنت الأفضل، ولا يعني انني سعيدا بهذا الفوز او ذاك، بل كنت دائما ما أحس بخيبة الأمل.
* أين تكمن خيبة الأمل: هل في ضعف المردود المالي والإهتمام الإجتماعي والثقافي أم ثمة شعور داخلي ينتاب المبدع حينما يبدو أنه قد أنجز شيئا؟!
إنها حالة شبيهة بالغثيان، ولا ادري أهي نتاج إكتشاف انك وقعت في ذات الفخ الذي نصبته للآخرين بأن زينت لهم انك الأفضل وفي حقيقة الأمر هذا ليس من الحقيقة في شيء، او بصورة أفضل قد ينتابك شعور بأنك الآن قد هبطت إلى قاع البئر وليس هنالك ثمة امل للخروج قريب.
ولكني بيني وبين نفسي كنت أعري نفسي و أفضحني امام الآخرين، على ما أظن انها خيبة الأمل التي يحس بها الآخرون أيضاً، كم كنت مكرها يا صاح وانا اتقدم للمسابقات .
ولكني بيني وبين نفسي كنت أعري نفسي و أفضحني امام الآخرين، على ما أظن انها خيبة الأمل التي يحس بها الآخرون أيضاً، كم كنت مكرها يا صاح وانا اتقدم للمسابقات .
(البلاد الكبيرة) مشروع روائي عملت عليه طويلا.. كتابة وتنقيحا ونشرا وإحجاما عن النشر، هل اكتمل إثر صدوره الآن بأجزاءه الثلاثة، في كتاب واحد؟!
هذا المشروع في طريقة للإكتمال، لأن النشر ليس سوى المرحلة الثانية انا في انتظار القارئ ثم الناقد ثم ردود فعلي ككاتب، تم النشر بمبادرة كريمة من الناشر متوكل الشريف، ونحن الآن نستعد لنشر و إعادة نشر ما انجز من أعمالي الأدبية.
لكن هناك أجزاء نشرت قبلا من الثلاثية وبالتأكيد وصلتك أصداء من القراء بشكل أو بآخر بالإضافة إلى الندوات التي عقدت لمناقشة بعض أعمالك والمقالات التي نشرت عنها بالداخل والخارج!
أحلم يا صديق بأكثر من ذلك بالرغم من ضيق ذات النقد وشح ذات القراءة و مغامرة الكتابة
بالإمكان أكثر مما كان، وغدا يَعِدُ بقراء ونقاد وسكك للكتابة هي أكثر وفرة و أعمق، وطرائقنا في الكتابة سوف تصبح أكثر نُضجا وسُهولة وقرباً، كُلما يمر يومٌ نقترب أكثر من الشيء.
* روايتك الجديدة (الجنقو- مسامير الأرض) حدثنا عنها، هل هي بداية مشروع جديد- خارج (البلاد الكبيرة)؟!
هي مشروع جديد ، وانتهجت فيها سردا مغايرا ولغة مغامرة ، عملت فيه بنظام لا مركزي، في الرواة و الحقائق الفنية، و المصائر و الحكايات، عملت فيها زمنا طويلا ، عشت فيه مع الجنقو اينما كانوا، تتبعتهم الى احراش اثيوبيا و ارتريا، و مفازات السودان، و حاولت ان يكون اسلوب كتابتها دليلا لأفكارها و مجاريا لحياة الجنقو انفسهم.
* كاتب روائي أم كاتب قصة قصيرة، ما الفرق برأيك، من واقع تجربتك وإنتاجك؟!
يبدو انني مازلت اتلمس طريقي لكتابة ما، جنس ما، متاهة ما.
مازلت روائيا وقاصا، وهذا وذاك ليس سوى محاولة لتلمس الطريق، الذي بالتأكيد سوف لا ينتهي بي كشاعر: أعدك بذلك..
وهل غاب هاجس الشعر في جسم عملك الإبداعي المنشور وغير المنشور- حدثنا عن أثر الشعر أعني مستوى ذائقتك الشعرية على إبداعك الأدبي
في بقايا ليلة ما، وجدت نفسي وحيدا وحزينا في أهوال وأحوال حب شتى، أخذت قلما وكتبت (ما يتبقى كل ليلة من الليل) وقرأه الناس وظنوا انه الشعر، قرأته وظننتني شاعرا، نشرته و أحبه القراء و امطرتني البنيات بالرسائل الإلكترونية من كثير من أنحاء الوطن العربي ، حتي صبايا غزة ذاتها، بالرغم من ويلات اليومي المر هنالك، و ارسلت لي رابطة عربية تدعوني الى مؤتمر قصيدة النثر، وعندما انكرت اني شاعر قالوا إن ذلك ليس سوى حال و من أحوال جنون الشعر.
أحب الشعر كثيرا، وأعجب بولت ويتمان و جبران خليل جبران و نشيد الأنشاد، وهذا الثلاثي اثر في اسلوبي و لغتي، و تجدهم ماثلين في رواية الطواحين، ويلوحون لك بأذيالهم في ما يتبقى كل ليلة من الليل، و يمدون لك ألسنتهم في رماد الماء، ولا أدري ما يُنجيك من غبرة حوافرهم و انت تقرأ على هامش الأرصفة.
كتبت مسرحيات ايضا، هل انتاجك في هذا السياق يعد ادبيا ام هناك تجربة في الأداء والإخراج المسرحي تقف على خلفية المشهد؟
مازال كثير من المصريين يعرفونني كمسرحي، ونفذت لي أعمال بقصر ثقافة أسيوط، و نشر لي كتاب بعنوان طقوس العودة، صدقني مازلت اتلمس الطريق نحو ذاتي الكاتبة.
* ترجمت بعض أعمالك إلى الإنجليزية والفرنسية، ماهو الأفق الذي تفتح لك من هذه التجربة، ماهي مشاريعك في هذا السياق؟!
في اغسطس سوف اقوم برحلة قصيرة الى اوربا، بدعوة من المترجم اجزافيا لوفن، الذي كان في زيارة للسودان في اغسطس الماضي، هي في ذات المساعي للترجمة بصورة اوسع.
هل يمكن أن تحدثنا بشيئ من التفصيل عن الأعمال التي ترجمت لك إلى الإنجليزية والأعمال التي ترجمت إلى الفرنسية، أيضا عن طبيعة رحلتك القادمة إلى أوربا وبرنامج عملك خلالها؟!
ترجمت لي الأستاذة كاثرين استابلي استاذة اللغة الإنجليزية بجامعة لندن قصة موسيقى العظم، ونشرها صديقنا صمويل شمعون بمجلة بانيبال ببريطانيا.
ترجم لي اجزافيا لوفن المترجم البلجيكي للغة الفرنسية، قصص: طفلان وباتريشيا، موسيقى العظام، امرأة من كمبو كديس. وترجم لي قصتين تراثيتين و اصدرهما في كتابين بثلاثة لغات و القصص هي: حواية و الضبع و قصة فارس بلالة.
هنالك ترجمة قام بها –حتى الآن- مجهول لرواية رماد الماء الى اللغة الأنجليزية ووزعت في عام 2002-2003 للأسرى من القوات المسلحة السودانية من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان.
* من واقع تجربتك في العمل الثقافي العمل من خلال نادي القصة السوداني ومشاركاتك أو إحجامك عن المشاركة في فعاليات المشهد، انت ناشط ثقافي مناكف؟!
انا رجل قروي لا استقر على حال، ونادي القصة مؤسسة مدنية، وهنا يبدأ التناقض، وظروف عملي الصعبة حيث انني أعمل من (أجل أبنائي) ساعات طويلة بعيدا عن الخرطوم، عميقا في غابات و جبال الكرمك، هنالك حيث الحياة تبدأ الآن .
* لا نعني نادي القصة تحديدا، إنما- على سبيل المثال- مشاركتك في مشروع الخرطوم عاصمة للثقافة العربية، وما حدث مع كتابك الصادر عنها، أيضا مبادرتك نحو أن لا ينشر المبدعون أعمالهم الإبداعية بالصحف دون مقابل وما هو نحو ذلك؟!
حسنا، مشاركتي بمهرجان الخرطوم عاصمة للثقافة العربية، كان ورطة لي وللقائمين، كنت قد اقنعت نفسي بأن لي الحق في ثمار زقوم المهرجان مثل الذي يجنون تفاحاته، وطالما كتابي على قيد النشر منذ اوآخر الثمانينات من القرن الماضي، فلأدفعنه لهم، فنشرته الأمانة و صادرته الأمانة ، كان تجربة مريرة، اما فيما يخص الكتابة بمقابل في الصحف و الوسائط الإعلامية الأخرى ، فمازلت و سأظل ومعي الكثيرون و قبلي كثر و بعدي آخرون ملتزمون بذلك، إنها مسألة كرامة يا صديق، وحقوق.
*ربما كنت الأوفر حظا، من بين أبناء جيلك، حيث حظيت أعمالك بكثير من التناول النقدي داخليا وخارجيا، كيف تنظر لواقع النقد عندنا، أيضا كيف تجد مستوى النقد الذي تناول عملك؟!
اليوم النقد اكثر نضجاً و استفاد النقاد الشباب و غيرهم من حركة النقد العالمي. وتوجد اسماء كبيرة الآن بالسودان تعمل بصبر وحكمة.
نعم كنت الأوفر حظا من النقد ربما لأنني من أكثر جيلي- في الداخل- نشرا ، و لأنني اقوم بتوصيل كتبي لأقاصي مدن و ارياف السودان، بل لبعض البلدان المجاورة بمجهودي الخاص، و الشيء المهم هو انك تجد موقفا واضحا في كتاباتي، بالتالي يتطلب ذلك موقفا نقديا اما معي او ضدي، وهذا محفز للكتابة.
هذا المشروع في طريقة للإكتمال، لأن النشر ليس سوى المرحلة الثانية انا في انتظار القارئ ثم الناقد ثم ردود فعلي ككاتب، تم النشر بمبادرة كريمة من الناشر متوكل الشريف، ونحن الآن نستعد لنشر و إعادة نشر ما انجز من أعمالي الأدبية.
لكن هناك أجزاء نشرت قبلا من الثلاثية وبالتأكيد وصلتك أصداء من القراء بشكل أو بآخر بالإضافة إلى الندوات التي عقدت لمناقشة بعض أعمالك والمقالات التي نشرت عنها بالداخل والخارج!
أحلم يا صديق بأكثر من ذلك بالرغم من ضيق ذات النقد وشح ذات القراءة و مغامرة الكتابة
بالإمكان أكثر مما كان، وغدا يَعِدُ بقراء ونقاد وسكك للكتابة هي أكثر وفرة و أعمق، وطرائقنا في الكتابة سوف تصبح أكثر نُضجا وسُهولة وقرباً، كُلما يمر يومٌ نقترب أكثر من الشيء.
* روايتك الجديدة (الجنقو- مسامير الأرض) حدثنا عنها، هل هي بداية مشروع جديد- خارج (البلاد الكبيرة)؟!
هي مشروع جديد ، وانتهجت فيها سردا مغايرا ولغة مغامرة ، عملت فيه بنظام لا مركزي، في الرواة و الحقائق الفنية، و المصائر و الحكايات، عملت فيها زمنا طويلا ، عشت فيه مع الجنقو اينما كانوا، تتبعتهم الى احراش اثيوبيا و ارتريا، و مفازات السودان، و حاولت ان يكون اسلوب كتابتها دليلا لأفكارها و مجاريا لحياة الجنقو انفسهم.
* كاتب روائي أم كاتب قصة قصيرة، ما الفرق برأيك، من واقع تجربتك وإنتاجك؟!
يبدو انني مازلت اتلمس طريقي لكتابة ما، جنس ما، متاهة ما.
مازلت روائيا وقاصا، وهذا وذاك ليس سوى محاولة لتلمس الطريق، الذي بالتأكيد سوف لا ينتهي بي كشاعر: أعدك بذلك..
وهل غاب هاجس الشعر في جسم عملك الإبداعي المنشور وغير المنشور- حدثنا عن أثر الشعر أعني مستوى ذائقتك الشعرية على إبداعك الأدبي
في بقايا ليلة ما، وجدت نفسي وحيدا وحزينا في أهوال وأحوال حب شتى، أخذت قلما وكتبت (ما يتبقى كل ليلة من الليل) وقرأه الناس وظنوا انه الشعر، قرأته وظننتني شاعرا، نشرته و أحبه القراء و امطرتني البنيات بالرسائل الإلكترونية من كثير من أنحاء الوطن العربي ، حتي صبايا غزة ذاتها، بالرغم من ويلات اليومي المر هنالك، و ارسلت لي رابطة عربية تدعوني الى مؤتمر قصيدة النثر، وعندما انكرت اني شاعر قالوا إن ذلك ليس سوى حال و من أحوال جنون الشعر.
أحب الشعر كثيرا، وأعجب بولت ويتمان و جبران خليل جبران و نشيد الأنشاد، وهذا الثلاثي اثر في اسلوبي و لغتي، و تجدهم ماثلين في رواية الطواحين، ويلوحون لك بأذيالهم في ما يتبقى كل ليلة من الليل، و يمدون لك ألسنتهم في رماد الماء، ولا أدري ما يُنجيك من غبرة حوافرهم و انت تقرأ على هامش الأرصفة.
كتبت مسرحيات ايضا، هل انتاجك في هذا السياق يعد ادبيا ام هناك تجربة في الأداء والإخراج المسرحي تقف على خلفية المشهد؟
مازال كثير من المصريين يعرفونني كمسرحي، ونفذت لي أعمال بقصر ثقافة أسيوط، و نشر لي كتاب بعنوان طقوس العودة، صدقني مازلت اتلمس الطريق نحو ذاتي الكاتبة.
* ترجمت بعض أعمالك إلى الإنجليزية والفرنسية، ماهو الأفق الذي تفتح لك من هذه التجربة، ماهي مشاريعك في هذا السياق؟!
في اغسطس سوف اقوم برحلة قصيرة الى اوربا، بدعوة من المترجم اجزافيا لوفن، الذي كان في زيارة للسودان في اغسطس الماضي، هي في ذات المساعي للترجمة بصورة اوسع.
هل يمكن أن تحدثنا بشيئ من التفصيل عن الأعمال التي ترجمت لك إلى الإنجليزية والأعمال التي ترجمت إلى الفرنسية، أيضا عن طبيعة رحلتك القادمة إلى أوربا وبرنامج عملك خلالها؟!
ترجمت لي الأستاذة كاثرين استابلي استاذة اللغة الإنجليزية بجامعة لندن قصة موسيقى العظم، ونشرها صديقنا صمويل شمعون بمجلة بانيبال ببريطانيا.
ترجم لي اجزافيا لوفن المترجم البلجيكي للغة الفرنسية، قصص: طفلان وباتريشيا، موسيقى العظام، امرأة من كمبو كديس. وترجم لي قصتين تراثيتين و اصدرهما في كتابين بثلاثة لغات و القصص هي: حواية و الضبع و قصة فارس بلالة.
هنالك ترجمة قام بها –حتى الآن- مجهول لرواية رماد الماء الى اللغة الأنجليزية ووزعت في عام 2002-2003 للأسرى من القوات المسلحة السودانية من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان.
* من واقع تجربتك في العمل الثقافي العمل من خلال نادي القصة السوداني ومشاركاتك أو إحجامك عن المشاركة في فعاليات المشهد، انت ناشط ثقافي مناكف؟!
انا رجل قروي لا استقر على حال، ونادي القصة مؤسسة مدنية، وهنا يبدأ التناقض، وظروف عملي الصعبة حيث انني أعمل من (أجل أبنائي) ساعات طويلة بعيدا عن الخرطوم، عميقا في غابات و جبال الكرمك، هنالك حيث الحياة تبدأ الآن .
* لا نعني نادي القصة تحديدا، إنما- على سبيل المثال- مشاركتك في مشروع الخرطوم عاصمة للثقافة العربية، وما حدث مع كتابك الصادر عنها، أيضا مبادرتك نحو أن لا ينشر المبدعون أعمالهم الإبداعية بالصحف دون مقابل وما هو نحو ذلك؟!
حسنا، مشاركتي بمهرجان الخرطوم عاصمة للثقافة العربية، كان ورطة لي وللقائمين، كنت قد اقنعت نفسي بأن لي الحق في ثمار زقوم المهرجان مثل الذي يجنون تفاحاته، وطالما كتابي على قيد النشر منذ اوآخر الثمانينات من القرن الماضي، فلأدفعنه لهم، فنشرته الأمانة و صادرته الأمانة ، كان تجربة مريرة، اما فيما يخص الكتابة بمقابل في الصحف و الوسائط الإعلامية الأخرى ، فمازلت و سأظل ومعي الكثيرون و قبلي كثر و بعدي آخرون ملتزمون بذلك، إنها مسألة كرامة يا صديق، وحقوق.
*ربما كنت الأوفر حظا، من بين أبناء جيلك، حيث حظيت أعمالك بكثير من التناول النقدي داخليا وخارجيا، كيف تنظر لواقع النقد عندنا، أيضا كيف تجد مستوى النقد الذي تناول عملك؟!
اليوم النقد اكثر نضجاً و استفاد النقاد الشباب و غيرهم من حركة النقد العالمي. وتوجد اسماء كبيرة الآن بالسودان تعمل بصبر وحكمة.
نعم كنت الأوفر حظا من النقد ربما لأنني من أكثر جيلي- في الداخل- نشرا ، و لأنني اقوم بتوصيل كتبي لأقاصي مدن و ارياف السودان، بل لبعض البلدان المجاورة بمجهودي الخاص، و الشيء المهم هو انك تجد موقفا واضحا في كتاباتي، بالتالي يتطلب ذلك موقفا نقديا اما معي او ضدي، وهذا محفز للكتابة.