2015/09/15

رواية الرجل الخراب 11

"ما كنت أظنها ستستجيب لطلب أمها بهذه السرعة،استقللنا الباص السريع علي الرغم من خطورته بالنسبة لي. لأن الباص يمر بالطريق المختصرة التي تعبر جزءا من دولة ألمانيا. وأنا ليس لدي  إقامة بها. وقد يأتي البوليس في أية    مرحلة من الرحلة ويوقف البص ويسأل عن الأوراق والوثائق، وحينها قد يتم سجني ما لا يقل عن ثلاثة أشهر  ومن ثم أرحل بواسطة البوليس الدولي إلى  فيينا لأنني أخالف قانون الهجرة وأستغله استغلالا سيئاً. ولكن الأمر كان يستحق المغامرة. لقد قدمت لي الأم لوديا الكثير. أحبتني كابن وأحببتها كأم حقيقة. ولم أشعر أبدا بأنني أعمل عندها أو أنني  شخصا آخر، لاجئ يبحث عن موطئ قدم له في أية  بقعة كما اتفق. أستطيع أن أقول إنني   بدأت أحس     بالانتماء للمكان وللناس. وقد أبالغ إذا  قلت إنني  أحسست بها كأنها فرد من أسرتي إذا  لم تكن أمي ذاتها. كانت ابنتها نورا قلقة. وكانت تعرق طوال الطريق. ولم نتبادل سوى كلمات قليلات. ولكنني أرى الكلمات تتلاطم في رأسها. كانت حزينة بصورة لا يمكن أن يخطئها ذو عين. سألتني عدة مرات:

- هل سأجدها حية؟

ولأنني ما كنت أمتلك الإجابة الصحيحة، فكنت أؤكد لها فقط بأنني قد تركتها حية، وأظن أن الموت سيخطئها هذه المرة أيضا   لأنها تجاوزت الفترة التي حددها الطبيب بشهرين كاملين. ولكي أدخل السرور في نفسها وأخرجها قليلاً من بئر الحَزَنْ العميقة التي تغرق فيها في تلك اللحظة، قلت لها:

- امك مثل الثعلب العجوز، لا يقع في شرك الصياد بتلك السهولة.

ويا ليتني لم أقل هذه الجملة. فإنها انفجرت بالبكاء، البكاءُ الذي أشبه بالمناحة. أشبه      بالصراخ المخبول حول جنازة عظيمة. كانت تبكي بحرقة ومرارة. مما جعل جميع الركاب الذين بالباص ينتبهون ويسألون ما إذا  كانت هنالك مشكلة. هل يتوجه الباص للمستشفى؟ هل يطلب السائق الإسعاف؟ هل تعرف تلك السيدة؟ أين تذهبان؟ ولكن الله ألهمني بإجابة معقولة تركتهم يلزمون حدودهم بأدب. وإلا استلمني البوليس الألماني وهو لا يتنازل بأقل من استخدام كامل الصلاحيات القانونية المخولة له.

- صديقتي حزينة بعض الشيء أمها مريضة.

عندما وصلنا البيت كانت في حالة انهيار تام. مثل دُمية مصنوعة من خرقة قديمة مبتلة بالماء. وتسير مسندة جسدها في كتفي. كأنها بلا عظام في هيكلها. لولا أن الشقة في الطابق الأرضي لما  أظنها تستطيع الصعود. استقبلتني الكلاب بنُباح عزب ومرح وهي تتشعلق علي ملابسي وتلحس كفي.

  كانت أمها في حالة طيبة، تجلس علي الكُرسي المُتحرك، تنظر نحونا غير مصدقة عينيها الواسعتين الدامعتين، لم تقل كلمة واحدة، فقط فتحت ذراعيها لحضن ابنتها. وعند هذا الحد تركتهما وأخذتُ الكلبين وخرجتُ. اللحظات الإنسانية العظيمة العميقة لا يفسدها سوي الشهود، ولا أريد   أن أكون ذلك المُفسد.

اظن أن درويش استطاع أن ينقل لنا المشهد السابق بصورة طيبة، ولو أنه  لم يتحدث عن نفسه كثيرا كما هي عادة الأبطال الذين يعطون فرصة في التحدث عن أنفسهم بضمير المتكلم الذي أسميه ضمير المثرثر، وهي واحدة من طبائع درويش: الاختصار والحذر. وكتم مشاعره الحقيقية أو عدم التحدث بها والإفصاح عما يعتوره من حب أو كراهية.

ماتت الأم في المستشفي بعد يومين من حضور البنت، وكان كل شيء معدا ومرتبا بدقة، المقصود هنا مراسيم الجنازة والحرق وصيتها الأخيرة. أعدته المرحومة نفسها، لأنها  تخاف من الموت لذا كانت مستعدة لمواجهته. كل شيء رتبته بالصورة الكاملة.  كانت وصيتها أن يُحرق جثمانها بعد موتها مع تبرعها بكل ما يصلح للتبرع من جسدها ويوجد من يحتاج إليه. ثم يُنثر رماد ما تبقى منها، في جبال الألب حول المكان الذي سقطت فيه، أو يدفن تحت الصخرة، حيث أصابتها جرثومة الموت التي ظلت كامنة في عظمها لسنوات طوال. كانت تقول لي دائماً: لكل شخص جرثومة موت، يلتقطها الإنسان من مكان ما في وقت ما من حياته وأحيانا يُولد بها من بطن أمه.  وهي فكرة أقرب  للقدر أو ما نسميه بالمكتوب. كانت نورا شولز حزينة بصورة عميقة جدا. وكانت مرتبكة منذ اللحظة التي قابلت فيها أمها، لم أرهما تعتذران لبعضهما البعض. كانتا تتبادلان كلمات قليلة. ولكن عيونهما تقول الكثير. أطعمت أمها بيدها. سقتها الدواء. سهرت عليها. بقيت لجانبها إلى   أن رحلت. قالت لي ذات مرة:

- كان علي أن أسامحها ولكن كنت أنتظرها أن تبدأ بالاعتذار  ولكنها لم تفعل. لكن أحسست به في عينيها وخلف كل الكلمات القليلة التي تبادلناها في الساعات القليلات  التي قضيناها معا. تركتها وعمري سبعة عشر عاما ولكنني لم أشعر أن زمنا طويلا قد مضي. كأننا لم نفترق وكأنما لم يحدث شيٌ في الأصل. لا أعرف لماذا؟ إن ذاكرة الإنسان قابلة لنسيان الأحداث السيئة والاحتفاظ باللحظات الجميلة ولو كانت نادرة.

كانت واقعية جدا، وصريحة بصورة لم أشهدها من قبل، واستطعنا أن نتفق في لحظات قلائل، وهو للأسف اتفاق غير عاطفي بل اتفاق تقوده المصلحة المشتركة. أقصد المصالح الدنيوية البحتة. كانت أمها قد تركت لي الشقة بما حوت. الكلبين وعربتها غير المستخدمه  وكثيرا من المال في وصيتها. وتركت لبنتها مبلغا محددا من المال. لا أدري لماذا فعلت ذلك. ولكن ربما أحست أنها  ستنفق كل شيء علي الخمور والمخدرات ونظام الحياة غير المسئول الذي تمارسه ابنتها، أو لأسباب لا أعلمها. قالت لي نورا بعد أن شرح لنا محامي أمها كل شيء:

- أمي لا تفعل شيئا بدون هدف، دع المحامي يذهب أولاً.

مثل تاجرين متجولين جشعين جلسنا وجها لوجه. شرحت لي أن وضعي القانوني في النمسا حسبما عرفت مني بالتفاصيل من قبل. أنهم سوف يرحلونني إلى        مصر أو السودان  ولو استأنفت مائة مرة، كما أن للاستئناف حدود. لأنني صُنفت ضمن الهجرة الاقتصادي. بمعني أني لا أبحث عن حماية. بل جئت أبحث عن عمل. وهذا ليس سببا كافيا لكي يعطونني لجوءا سياسيا هنا أو إقامة دائمة. وإلا فُتح الباب واسعا لكل من هب ودبَّ. فمن من الناس لا يرغب في وضع معيشي جيد وضمان اجتماعي وتامين صحي وكل مميزات إنجازات الحضارة الأوربية؟. "قالت الجملة الأخيرة كما لو نطقتها وزيرة الشئون الاجتماعية الأسترالية بعد عشرين عاما من ذلك التاريخ". والطريق الوحيد للحصول علي الإقامة هُنا، هو الزواج من نمساوية. وهذه النمساوية هي أنا بالذات "كانت تعابير وجهها جادة جدا وهي تقول ذلك". لأنني أرغب في بيت وأسرة وعربة واكتفيت من حياة التشرد وأظن أنها  فكرة أمي المضمرة في تقسيم ما تملك بتلك الطريقة المخذية. إنها  تريدنا أن نتزوج. لأنها إذا  تركت لي الشقة والعربة والمال تعرف أنني قد تكون لي خيارات لا تعجبها. فقلب الأم دليلها. تريدني أن أكون كما تريد هي. ولو لمرة واحدة في حياتها. وأنا عن نفسي أريد أن أحقق لروحها تلك الرغبة. فهل تقبل بهذا العرض. أن نحقق رغبة امرأة تحبنا نحن الاثنين: ربما نحب بعضنا البعض في المستقبل، فالمعايشة أيضا   تقود للحب.؟

كانت المفاجأة بالنسبة لي صادمة. أنا لم أفكر أبدا في الزواج. ليس من أجل الإقامة وليس من أجل الأسرة أو علاقات الفراش. إن الأمر لم يشغل بالي كثيرا. أى   ليس هما أساسيين. كما أن لي حبيبة في مصر. وهي تنتظرني أن أعود أو آخذها معي. وبدأ الأمر معقدا جدا عندي. فلذت بالصمت. ولكنها لاحقتني بأن علي أن أقرر لأنها لديها بدائل أخرى  وأن الأمر لا يتحمل علي الأقل من الناحية النفسية بالنسبة لها. وهي فكرت كثيرا جدا في هذا الموضوع. نعم تعتذر لأنها سوف لا تعطيني الفرصة الكافية علي التفكير ولكن ذلك لا يمنع من أن تجد إجابة سريعة، وقالت لي صراحة: "سأختصر ما قالته لي كثيراً، أو في الحقيقة سأكتب ملخص ما فهمته مما قالت". أنا كرهتُ حياة التشرد، كرهتُ أن أكون دائماً الجانب الضعيف، اليد السفلى الممدودة، الجانب المحتاج. كرهتُ ملء الاستمارات الطويلة لطلب المساعدة من الحكومة والمنظمات الإنسانية. كرهتُ الذهاب إلى الأبواب الخلفية للسوبر ماركت لأخذ الأطعمة منتهية الصلاحية التي سيرمونها في المزبلة يومياً. كرهتُ شُرب الخمر الرخيص. وأكل الطعام الرخيص وشرب القوة التالفة. كرهتُ أيضا الرجال الملاقيط العابرين. فالحياةُ إما أن تكون كاملة أو لا تكون. أنا لا أتعاطى تلك المخدرات الخطرة، أتناول أحيانا بعض الحشيش، فليست لدي نقود لشيء آخر. واللوحات الرخيصة التي أبيعها لا توفر سوي بعض الطعام لي ولصديقتي وبعض الأصحاب الآخرين المقيمين معنا في البيت المهجور، الذي يسمونه بيت الشيطان جاكوب: إننا نعيش فيما يشبه كميونة شيوعية صغيرة. ولكني كرهتها، كرهتهم، كرهت كل ما له صلة بهم، أريد أن أعيش كإنسانة: هل ذلك ممكن معك، هل تتزوجني؟

كانت تتحدث بطريقة لم تجعل أمامي سوى خيار واحد فقط، فقلت لها بدون أى   تفكير: سنتزوج.

ما حدث بعد ذلك لم يكن غريبا جدا، فلنقل إنه  ليس معتاداً. فذهبنا في اليوم التالي إلى   مكتب المحلية وأعلنا الزواج. وبعد الفترة القانونية للإعلان لم يعترض أحد من المواطنين فتزوجنا بدون أية    احتفالات. كان زواجا رسميا. بقينا في الشقة معا لمدة ثلاثة أشهر  لم يقترب أحدُنا من الآخر،عشنا كغريبين يستأجران شقة واحدة. ربما كنا مصدومين أو أننا لم نع فداحة الخطأ الذي وقع فيه كلانا. وكنا نتحدث مع بعض في كثير من الموضوعات ونتمشى مع الكلاب ونتبادل بعض النكات والذكريات. زرنا مدينة سالزبورج عدة مرات. ذهبنا للسينما والمسرح. وكل معارض الفنون التشكيلية بسالزبورج. لو أنها  لم تنل حظا وافرا من الدراسة الأكاديمية إلا أنها  كثيرة الاطلاع في كثير من المجالات. فعندما نقلنا كتبها من وكر مهجور في المدينة. كنت لا أصدق نفسي بأنه يُوجد شخصٌ في هذه الدنيا مشرد ولديه كل تلك الكتب. كانت حجرتها عبارة عن مخزن للكتب: عكسي تماماً. فأنا لم أسمع بكتاب مشاهير وعظام مثل كافكا وغونترغراس  وامبيرتو ايكو أوارهان باموك وغيرهم إلا عندها. بل لم أشاهد لوحات فان جوخ  ولم أستمع لموسيقى كلاسيكية إلا معها. ولا أبالغ إذا  قلت إنها  هي التي قرأت لي ألف ليلة وليلة بالألمانية وكتاب النبي لجبران خليل جبران.  كنت أعرف أن هنالك كتابا تراثيا اسمه ألف ليلة وليلة وقرأنا بعض قصصه في مقرر المدارس الابتدائية والثانوية. ولكنني لم أطلع عليه كاملاً إلا بصوتها. فلا أدري مدى فداحة خسارتي في الحياة إذا  لم أحفظ عن ظهر قلب قصيدة الأرض الخراب لتي اس اليوتT.S. Eliot ، احيانا كنت أظن أن القدر جمعني بنورا من أجل تي اس إليوت،  لقد كنت في عالم آخر تماماً. كنت  لم أقرأ في حياتي سوى كتب الصيدلة وبعض آيات من الشريف. أحيانا الصفحات السياسية في الجرائد اليومية، وكتاب لأنيس منصور اسمه الذين هبطوا من السماء، وآخر لمصطفي محمود موسوم بحوار مع صديقي المُلحد. ما زلت أذكر هذين الكتابين. وأشعر بالخجل من نفسي، لأنني كنت أظن أن كتاب مصطفى محمود كتاب قيم. لقد بذرت فِيَّ جرثومة القراءة، وفتحت عيني لعالم كنت في غيب عنه.

 ربما ضحالة ثقافتي كانت السبب الأول الذي سهل انضمامي للجماعات الإسلامية المتطرفة في أوائل أيامي بجامعة أسيوط بصعيد مصر وهي ذات المجموعات المتطرفة التي اغتالت الرئيس المصري أنور السادات فيما بعد. فما كانت عندي الأدوات التي تجعلني أفرق ما بين الأفكار المفخخة ذات الوعي الزائف والأفكار الأصيلة. بالتالي كل ما قاله لي ذلك الرجل المُلتحي الذي جندني عقب صلاة الصُبح في صفوف الجماعات، كنت أراه عين العقل وكامل المنطق وروح الدين الإسلامي ولبه، وإذا لم أتبعه سأكون من الكافرين. لولا أن نجدني رجالُ الأمن لضللت ضلالا لا فكاك منه. وذلك  لسخرية الأقدار.

 "وهذا أيضا   يفسر رد فعل درويش العنيف تجاه المعلم الذي شرح لابنته في المدرسة في حصة الدين الإسلامي الخاصة آية: "قُلْ يَا أيُها الكافرون". ومنعها درويش بعد تلك الحادثة من حضور حصة أى   دين كان. نروي ذلك في صفحات قادمات".

تزوجنا في مكتب حكومي. كررنا ما لقنه لنا الموظف. ولدهشته لم نُقَبِّلْ بعضا. تلك القُبلة الشهيرة طالما تُفْتَتَح بها الحياة الزوجية هنا في أوربا، أما في بلادنا قد تقود إلى  إلغاء عقد الزواج إذا  لم ينته الحفل بكارثة لا تحمد عقباها. كنا في الواقع نقوم بعمل شراكة ذكية بين متشردة جميلة لديها جنسية نمساوية ولاجئ لديه بيت وعربة، وهو أيضا   صالح للزواج. واليوم الذي نمنا فيه في سرير واحد هو اليوم الوحيد الذي حدث بدون أية  ترتيبات بدون رسميات أو تخطيط. بل حدث بالصدفة البحتة. فبينما كانت تقرأ لي قصص ألف ليلة وليلة بالألمانية وتعمل في بعض الأحيان علي شرحها بالإنجليزية التي لم أكن أجيدها أيضا   ولكنها أسهل بالنسبة لي من الألمانية. عندما قرأت الفقرة الأخيرة من الكتاب:

 "أمتعت شهرزاد الملك بهذه القصص ليالي كثيرة.  وأنجبت منه ثلاثة أطفال طوال حياتهما معًا.  ويُقال إن الملك أحبَّها، وأنها سامحته.  وعاد الملك إلى صوابه، وتدارك الأمور باعتاقه لها وتتويجها ملكة له. تعلَّق الملك بزوجته وبالقصص التي كانت ترويها له  وعاشا معاً في سعادة غامرة."

كان قد بلغ بها النُعاس أشده. سقط الكتاب من يديها علي الأرض أو أسقطته هي علي الأرض. في الحقيقة لم يسقط علي الأرض مُباشرة بل سقط علي حافة السرير. ثم تدحرج ليسقط علي الأرض. وللدقة لم يصل الكتاب الأرض. فقد استطعت أن أدركه وهو يرتطم برجلي المدلاة من السرير. في ذلك الوقت كنت قد توقفت عن شرب الكحول. حتى البيرة أيضا. مراعاة لظروف لوديا لأنني في بعض الأحيان عندما أكثر  من الشراب أصبح شخصا غير محتمل. وأبدأ في تذكر كل أحزان الدنيا وقد افتعل الشجار ولو مع كلب. ولكن نورا كانت قد احتست بعض النبيذ الأبيض وعلي ما أظن تعاطت شيئا خفيفا جدا من الدخان الأزرق. تثاءبت. ظلت جالسة علي الكُرسي قربي. وكانت سكرانة أم مسطولة أم الاثنين معا، وهذا نادر علي حسب نظرية الفتاة الرواندية صديقة السفر التي قالت لي: لا يمكن أن يُصاب الشخص بالسُكر والسَطل في آن واحد، ولو تناول المُسكر والمُسطل بذات القدر. دائما الصهباء  هي سيدة الموقف، "والله أعلم" وهي دائما ما تضيف هذه الجملة التي توضح قوة ايمانها.

 كسلتُ في أن أساعدها للذهاب إلى  حُجرتها. كما أفعل يومياً بعد قراءة شيء من كتاب ألف ليلة وليلة أو نبي جُبران خليل جُبران. طلبتُ منها أن تقضي الليلة هُنا، لا أظن أن هنالك مشكلة فالسرير كبير جدا ويتحمل شخصاً ثالثاً أيضا. قالت لي، بلسان ثقيل: لقد انتهينا من حكايات شهرزاد. وأنا لدي حكايةٌ. إذا  لم تحكها لك أمي، سأحكيها لك أنا  بالتفاصيل. لا بأس حتى إذا  قصتها لك أمي.  سأقصها أنا أيضا   عليك. لدي رغبة أن أحكيها لك. هل تسمعني. إنها  حكاية مُرعبة فعلاً. حكاية أب يغتصب ابنته.  وعندما عرفت الأم لم تقل شيئا. حدثت هذه الحكاية لبنت تعرفها أمي وأعرفها أنا جيدا كانت تقيم معنا. مُنذ أن وُلِدتُ وجدتها في البيت. وبدأنا بتلك الحكاية المُرعبة، ليلتَنا الأولي من ما لا أدري من الليالي.

ليست هناك تعليقات: